أثر البيئة الصناعية على جلد الإنسان

12:47

أثر البيئة الصناعية على جلد الإنسان

واكب التطور الصناعي الذي يشهده عصرنا الحالي في الحلي التقليدية ومواد التنظيف ومستحضرات التجميل وخيوط الألبسة المركبة الحديثة أمراضاً جلدية هامة لا يمكن إهمالها أو الغفلة عنها .
فكما تسعى المرأة لتجميل نفسها بالحلي التقليدية الجميلة المتوفرة بكثرة في الأسواق بأشكال وأنواع تفوق بجمالها الذهب والماس والفضة أحياناً فإنها تسعى أيضاً للحفاظ على سلامة جلدها وجمال بشرتها .
تحب المواد المنظفة الفعالة لتخفف عنها عناء التنظيف ولكنها تحب العناية بنعومة جلد يديها أكثر .
تجذبها الأقمشة النايلونية الرخيصة ولكنها تدفع الثمن أغلى بما تسببه لها من ضرر وأذى .
ما هي المواد الصناعية المتهمة أكثر ؟ وكيف نتعرف على أمراضها ونعالجها ؟ وما هي سبل الوقاية منها ؟ هذا ما سنستعرضه تباعاً :
يسمى المرض الجلدي ( التهاب الجلد بالتماس أو إكزما التماس ) وحسب المادة المؤثرة يمكن تصنيف التهابات الجلد بالتماس إلى نوعين رئيسيين :
أ . التهاب الجلد التخريشي بالتماس :
يحدث بتأثير آلي وكيماوي تخريشي يرتكس فيه الجلد ارتكاساً خاصاً يزول بزوال المؤثر, وهذه الآفة الجلدية شائعة خاصةً عند ربات البيوت والأعمال المهنية اليدوية , وأسبابها ميكانيكية كالرض والاحتكاك المتكرر وكيماوية كمواد التنظيف التي تستعمل أكثر من تحمل الجلد المعتاد لها . وهناك عامل هام بنيوي هو طبيعة جلد الفرد والحالة العامة للعضوية والعامل الوراثي وهذا ما يسبب الاختلاف بين شخص وآخر .
ومن الجدير بالذكر أن تأثير العوامل المخرشة في الجلد يتماشى طرداً مع نسبة تركيزها والزمن الذي تكون فيه هذه المواد بتماس مع الجلد واتصال هذا الزمن وتكرره .
يبدأ المرض بحدوث جفاف في الجلد ( خاصةً الأيدي ) مع احمرار وتقشر ثم يتبعه تشققات في الجلد تترافق مع الألم والحكة وقد تختلط بالتهاب ثانوي في أماكن التشققات أو تتحول إذا أزمنت إلى النوع الثاني من التهاب الجلد والذي سيرد وصفه باسم ( التهاب الجلد الألليرجيائي بالتماس ) .
المعالجة الأساسية في التهاب الجلد التخريشي بالتماس هي إيقاف المسبب فوراً ثم استعمال سبل الوقاية لحماية اليد كلبس القفازات المطاطية المبطنة بقماش قطني واستعمال الوسائط والأدوات الحديثة في الأعمال الصناعية والمنزلية .
ب . التهاب الجلد الألليرجيائي بالتماس :
يحدث بعوامل محسسة بآلية ألليرجيائية خاصة وهذه العوامل في الأصل غير مؤثرة وغير مؤذية عند عامة الناس , ولكن متى بدأ الشخص يتحسس تجاهها تصبح مؤثرة ومؤذية دائماً .
وهذه العوامل المؤثرة آخذة بالازدياد لكثرة المستحضرات الصناعية والمنزلية والفردية التي يتزايد وجودها واستعمالها ويمكن حصرها بالمواد التالية :
1. مواد التجميل : كصبغات الشعر وأحمر الشفاه وطلاء الأظافر ومواد إزالة الشعر والماكياج ومطريات البشرة ومزيلات الصباغ ( للكلف والنمش ) وواقيات الشمس
2. مواد البناء والتبليط والتمديدات الصحية وأهما الإسمنت لما يحويه من مادة الكروم .
3. مواد طبية وكيماوية وهي تصيب الأطباء والممرضات والصيادلة والمخبريين .
4. مواد غذائية يصاب بها الخبازون وعمال تعبئة الطحين وعمال السكاكر غالباً .
5. مواد صباغية وهي تصيب عمال الدهان والمصابغ والمطابع وعمال النسيج .
6. المجوهرات التقليدية كالساعات وأسورة الساعات والحلي المختلفة .
7. الملابس المطاطية والبلاستيكية وخاصة صدارات الأثداء والمايوهات والجوارب النسائية وحفاضات الأطفال والأحذية الرخيصة النايلونية .
8. المعادن الرخيصة ويصاب بها عمال السكب والحدادة والصياغة وأهما معدن النيكل .
9. الزيوت المعدنية وهي تصيب عمال الميكانيك والتشحيم والمشتقات البترولية .
10. أدوات الحلاقة والنجارة .
11. مواد معدنية تدخل في صنع الملابس كالسحابات والبكلات .
يبدأ هذا التحسس بحدوث سطح احمراري وذمي قليلاً مكان احتكاك العامل المحسس بالجلد
( مكان الساعة أو الأساور مثلاً ) ثم تتطور الآفة الجلدية أكثر وتصبح نازة وحاكة ولا بد من إيقاف المسبب في هذه الحالة ومعالجتها طبياً حتى لا تزمن وتصاب بالتحزز .
ومن الجدير بالذكر أن هذه الآفة قد تتسع وتشمل أماكن بعيدة عن منطقة التماس الأولي وقد تتعمم في الجسم كله .
وللوقاية من حدوث هذه الآفات الجلدية ننصح بما يلي :
_ استعمال سبل الوقاية لحماية اليد كلبس القفازات المطاطية المبطنة بقماش قطني .
_ وضع مطريات شديدة تحوي كولد كريم قبل العمل وبعده وخاصة للذين لا يستطيعون العمل بالقفازات المذكورة .
_ استعمال الوسائط والأدوات الحديثة في الأعمال الصناعية والمنزلية .
_ التقليل قدر الإمكان من تماس الجلد بهذه المواد الصنعية من حيث المدة المحدودة للتماس وعدم تكرره كثيراً عند الأشخاص غير المصابين به .
_ ايقاف استعمال المادة المحسسة نهائياً متى ظهرت الآفة الجلدية المذكورة .
_ اعتماد الألبسة القطنية صيفاً وشتاء ولا يلبس النايلون والصوف إلا فوقها حتى لا يلامس الجسم مباشرة .
_ طلاء المعادن المحسسة الموجودة في الإكسسوارات وأسورة الساعات بطلاء الأظافر الشفاف كي يشكل طبقة عازلة للمعدن عن الجلد .
_ تغيير طبيعة العمل إذا كانت المادة المحسسة بتماس مباشر مع العامل ولا يمكن الوقاية من التعرض لهذه المادة أثناء العمل والآفة الجلدية فعالة ومتكررة لديه قبل أن تزمن وتتحزز وتصعب معالجتها .

علاج التهاب الجلد بالتماس :
تعالج الأعراض والعلامات المرافقة كالحكة والتقشر والخشونة مع معالجة الحالة الألليرجيائية التحسسية عند الطبيب المختص بالأمراض الجلدية حسب شدة الحالة وإزمانها والشفاء ممكن شرط الابتعاد عن العامل المسبب .

د . هدى حماده طحلاوي

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire