ضعف الانتصاب - غرسات القضيب

06:45
ضعفُ الانتصاب حالةٌ شائعة عندَ الرجال، حيث يكون الرجلُ المُصاب بضعف الانتصاب غيرَ قادر على تحقيق انتصاب القضيب أو غيرَ قادرٍ على المحافظة على انتصابه، وبذلك يكون غيرَ قادر على القيام بعملية الجماع بصورةٍ مقبولة. إنَّ مصطلح "ضعف الانتصاب" هو التعبير الطبِّي عن العجز الجنسي؛ ولا بدَّ من المساعدة الطبِّية عندما يصبح ضعفُ الانتصاب مشكلةً دائمة. تُعدُّ الأدويةُ سبباً رئيسياً لضعف الانتصاب، ولكن هناك أسباب أخرى أيضاً. وثمَّة مُعالجات غير جِراحية للعجز الجنسي، مثل الأدوية أو جهاز التفريغ الهوائي. أمَّا العلاجُ الجراحي لضعف الانتصاب فيكون يالغرسات القضيبيَّة، ولها أربعةُ أنواع. ويتعلَّق حجمُ الشقِّ الجراحي الذي يجريه الطبيبُ من أجل هذه الغرسات بنوع الغرسة المستخدَمة وبالتقنية التي يعتمدها الطبيب. يمكن للمريض أن يغادرَ المستشفى في اليوم نفسه، أو في غضون بضعة أيَّام.

مقدِّمة

ضعفُ الانتصاب حالةٌ شائعة. ويكون الرجلُ مُصاباً بالعجز الجنسي، أو بضعف الانتصاب، عندما يعجز عن تحقيق الانتصاب، أو عندما لا يستطيع أن يحافظَ على الانتصاب زمناً كافياً للقيام بعملية جنسية بصورةٍ مقبولة. يعاني الملايين من الرجال في العالم من حالة ضعف الانتصاب. ومصطلحُ "ضعف الانتصاب" هو التعبيرُ الطبِّي عن حالة العجز الجنسي. يمرُّ أكثر الرِّجال خِلال حياتهم الجنسية بحالةٍ من حالات العجز عن تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه. ولكنَّ العنايةَ الطبِّية تصبح ضروريةً عندما تصبح هذه الحالةُ دائمة. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم العجز الجنسي بصورةٍ أفضل، وكذلك على فهم أسبابه وطرق علاجه.

لمحة عن تشريح القضيب

هذا مقطعٌ عرضي للقضيب في حالة الانتصاب؛ ونرى فيه ثلاثةَ أجسام كبيرة تُشبِه الأنابيب، اثنان منهما هما أنبوبان طَويلان يُعرَفان باسم "الجسمين الكَهْفيَّين"، وهما يَقعان على امتداد جانبي القَضيب. أمَّا الجسمُ الثَّالث الذي يُشبه الأنبوبَ، ويقع بين الجسمين الكَهفيين، فهو "الجسمُ الإِسفَنجيُّ"، وهو يحوي الإحليل. الإِحلِيلُ هو الأنبوب الذي يمرُّ فيه البول والسائل المنوي؛ ولا دورَ له في تحقيق الانتصاب أو المحافظة عليه. عندما يكون القضيبُ رخواً (أي غيرَ مُنتصب)، تكون الأجسامُ الكَهفيَّة غيرَ ممتلئة بالدم. عندَ حدوث إثارة جنسية، سواء أكانت إثارةً جَسَدية أو ذهنية، تنطلق رسائل من الدِّماغ والأعصاب والأوعية الدموية والهُرمونات إلى العضلات المحيطة بالجسمين الكهفيين حتَّى تسترخي، وتسمح بتدفُّق الدم إلى هذين الجسمين. عندما تسترخي العضلاتُ المحيطة بالجسمين الكهفيين، يندفع الدم إليهما حتَّى يمتلئا تماماً. وبعد ذلك يقوم الجسمان الكهفيَّان بحَبس هذا الدم داخلهما، فيتمدَّدان وينتفخان، ممَّا يجعل القضيب يزداد طولاً وصلابة؛ وهذه هي حالةُ الانتصاب. بعدَ بلوغ النشوة الجنسية (هِزَّة الجِماع)، يخرج الدمُ من الجسمين الكهفيين عبرَ أوردة القَضيب. ويعود القضيبُ ليناً، أو رخواً. التِّستوستيرون هو هُرمونٌ جِنسي تُفرزه الخِصيتان، وهو مهمٌّ في تنظيم حدوث انتصاب القضيب. كلَّما كان المريضُ أصغر سناً، كان تحقيقُ الانتصاب والحفاظ عليه أكثرَ سهولة. ويكون ضعفُ الانتصاب أكثرَ شيوعاً بين الرجال المتقدِّمين في السن، غير أنَّ ضعفَ الانتصاب ليس نتيجةً حتمية للتقدُّم في السن. يُعاني زهاء ربع الرِّجال الذين تجاوزوا الخامسةَ والستين من مشكلة ضَعف الانتصاب.

أسباب ضعف الانتضاب وأعراضه

يُعدُّ تناولُ الأدوية من الأسباب الرئيسيَّة لضعف الانتصاب؛ فبعضُ أدوية الاكتئاب أو ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تُسبِّب ضعف الانتصاب. يمكن أن ينجم ضعفُ الانتصاب عن الإفراط في تناول الكحول أو عن الإفراط في التدخين أو تناول المخدِّرات. يمكن أن تسبِّب الشدَّةُ النفسية وغيرها من العوامل النفسية ضعفَ الانتصاب أيضاً. عندما يكون سببُ ضعف الانتصاب نفسياً، فمن الممكن أن يحدث انتصابٌ عفوي في أثناء النوم أو عندَ الاستيقاظ في الصباح قبلَ تفريغ المَثانة. ولكنَّ الرجل في هذه الحالة لا يستطيع أن يحقِّقَ الانتصاب من أجل ممارسة الجنس. من الممكن استخدامُ أجهزة خاصَّة توضع على قاعدة القضيب وقتَ النوم لمراقبة حدوث الانتصاب خلال النَّوم أو عدم حدوثه. وإذا تبيَّن حدوثُ انتصاب في أثناء النوم، فإنَّ من المرجَّح أن تكون العواملُ النفسية هي سبب ضعف الانتصاب. إنَّ التوتُّرَ النفسي الناجم عن العمل أو عن مشكلات الحياة الزوجية، وكذلك تناول المخدِّرات أو الإفراط في تناول الكحول، والقلق من الفشل، والأزمات المالية وغيرها من العوامل، يمكن أن تمارسَ كلُّها دوراً في ظهور حالة ضعف الانتصاب واستمرارها وتفاقمها. يمكن أن ينشأ العجزُ الجنسي عن أمراض مثل السكَّري، وارتفاع ضغط الدم، وتَرَسُّب الكولستيرول في الأوعية الدموية، والتهاب الكلية، وأمراض الكبد، وإصابات القضيب والحوض، والعمليات الجراحية على الحوض. كما يمكن أن تؤدِّي هذه الأمراضُ إلى إصابة أعصاب القضيب، فتزيد من العجز الجنسي. الهُرموناتُ هي موادُّ يُنتجها الجسم، حيث تضبط وظائفَه. لذلك، يمكن أن يُسبِّبَ نقصُ إفراز الهرمونات، أو فَرط إفرازها، ضعفاً في الانتصاب. تتوقَّفُ معالجةُ العجز الجنسي على السبب (أو الأسباب)، حيث يمكن أن يكونَ التوقُّفُ عن تناول بعض الأدوية مفيداً في علاج العجز الجنسي. كما أنَّ تناول التِّستوستيرون أو غيره من الأدوية يمكن أن يفيدَ في بعض الحالات أيضاً. إذا فشلت هذه المعالجاتُ، فهناك بدائل متعدِّدة أخرى تعطي نتائج جيِّدة.

معالجاتٌ أخرى

تعدُّ الأدويةُ الفَموية، التي تُباع بموجب وصفة طبِّية، إحدى الطرق غير الجراحية لمعالجة ضعف الانتصاب. والفياغرا هي أحد هذه الأدوية التي حازت على موافقة إدارة الأغذية والأدوية. تُؤخَذ الحبَّةُ عن طريق الفم قبلَ ساعة واحدة تقريباً من ممارسة الجنس. تساعد الحبةُ على ارتخاء العضلات في منطقة الحوض؛ وهذا ما يسمح بورود المزيد من الدم إلى القضيب فيحدث الانتصاب. ويبدو أنَّ هذه الأدويةَ تفيد في معالجة العجز الجنسي النَّاجم عن أسباب فيزيولوجية أو نفسية. ولكنَّها، كما هي الحال بالنسبة لأيِّ دواء، ليست مفيدةً لجميع المرضى. هناك عِلاجٌ آخر يُستخدم بشكلٍ واسع، حيث يقوم المريضُ بنفسه بإدخال حبَّة صغيرة في الإحليل بواسطة أداة خاصَّة. يجري انحلالُ الدواء في الإحليل فيمتصُّه القضيب. ويحدث الانتصابُ بعدَ خمس دقائق تقريباً. وتساعد هذه الطريقةُ الكثيرَ من الرجال على تحقيق الانتصاب. عندما تفشل طريقةُ العلاج بالحبَّة الصغيرة ضمنَ الإحليل، يمكن اللجوء إلى مِضَخَّة تفريغ هوائية وحَلَقة مطاطية. وبعد ذلك، تُوضَع الحلقةُ المطَّاطية حول قاعدة القضيب من أجل حبس الدم فيه، والمحافظة على حالة الانتصاب. لابدَّ من إزالة الحلقة المطَّاطية في غضون ثلاثين دقيقة على الأكثر، أو عندَ الشعور بألم أو ازرقاق شديد أو برودة في القضيب؛ فتركُ الحلقة أكثر من ثلاثين دقيقة يمكن أن يُؤذي القضيب. إذا فشلت طريقةُ الحصول على الانتصاب بالتفريغ الهوائي، أو كانت غير مرغوبة، يمكن أن يُلجأَ إلى طريقةٍ أخرى، وهي حَقنُ أدوية خاصَّة في القضيب من قبل المريض نفسه. وهذا قد يساعد على تحقيق الانتصاب. يجري حقنُ أدوية خاصَّة في القضيب قبلَ خمس دقائق أو عشر دقائق من الجماع مباشرة، وذلك باستخدام إبرة دقيقة جداً. وتساعد هذه الأدويةُ على حبس الدم في الجسمين الكهفيين، ممَّا يُحقِّق انتصابَ القضيب لمدَّة تصل إلى ساعة واحدة. يجري أخذُ هذه الأدوية عن طريق الحَقن بإبرة دقيقة جداً. وإذا وقع اختيار المريض واختيار الطبيب على هذه الطريقة، فإنَّ الطبيب يعلِّمه كيف يحقن قضيبه بنفسه. يجري الحقنُ عندَ قاعدة القضيب وعلى جانبه. ويقوم الطبيب بإرشاد المريض إلى المكان الصحيح، وإلى كيفية القيام بذلك. يُستحسَن أخذُ الحقنة الأولى في عيادة الطبيب للتأكُّد:
  1. من أنها تُؤخَّذ بصورة صحيحة.
  2. من أنَّها تفيد.
  3. من أنَّها بلا آثار جانبية، مثل التفاعلات التحسُّسية.
تعدُّ المخاطرُ والمضاعفات المتعلِّقة بهذه الحقن قليلة جداً. ولكنَّ معرفتَها تساعد على الكشف المبكِّر عنها، وتنبيه الطبيب في حال حدوثها. إنَّ ازرقاق موضع الحقن، أو النزف لفترة طويلة، أمرٌ نادر، ولكنَّه ممكن. يمكن أن تظهرَ ندبةٌ على القضيب جراء الحقن المتكرِّر. وهذا ما يمكن أن يُسبِّب انحرافَ القضيب إلى أحد الجانبين عند الانتصاب. قد يحدث الانتصابُ المؤلم الذي يستمرُّ عدَّة ساعات، وهو يُعرف باسم "القُساح" أو النُّعوظ المستمر. ومع الوقت تصبح الحقن غيرَ فعَّالة. يجب الحرصُ على إخبار الطبيب في حال ظهور أيٍّ من هذه المُضاعفات. إذا فشلت كلُّ المعالجات السابقة، فمن الممكن أن يحتاج الأمر إلى إجراء عمل جراحي لوضع غرسة داخل القضيب تساعده على تحقيق الانتصاب.

غرسات القضيب

تجري هذه العمليةُ عادة تحت التخدير العام أو التخدير فوق الجافية أو بالتخدير الشوكي. هناك أربعةُ أنواع من غرسات القضيب. الأولى غرسة بلاستيكية قاسية، وهي تتألَّف من عدَّة أجزاء، وتستمر فترةً طويلة، ولكن يبقى لدى المريض انتصابٌ دائم. يتألَّف النوعُ الثاني من غرسات القضيب من "عصي" مطواعة توضع داخل الجِسم الكهفي، ويستطيع المريضُ أن يتحكَّم بشكلها. هذه غرسة بسيطة وسهلة الاستخدام. والنوعُ الثالث هو غرسة مستقلة قابلة للنفخ تُوضَع داخل الجسم الكهفي أيضاً. وعندما يريد المريضُ أن يحقِّقَ الانتصاب، فإنَّه ينفخ الغرسة حتَّى تصلَ إلى وضعية الانتصاب. وبعدَ الاستخدام، يمكن تفريغها من الهواء. وهذه الغرسةُ أكثرُ تعقيداً، ويحتاج استعمالها إلى براعة أكبر. النوعُ الرابع هو الغرسةُ الأكثر تعقيداً من الناحية الميكانيكية. وهنا أيضاً يجري نَفخُ الغرسةُ بالهواء لتصبح أكثرَ قساوة، ثمَّ يمكن تفريها من الهواء. قبل الجماع، ينفخ المريضُ الغرسةُ بواسطة مضخَّة. ويمكن أن تُوضَع المضخَّةُ داخل كيس الصَّفَن. ولكنَّ هذه الغرسةُ أصعبُ من حيث الاستخدامُ بالمقارنة مع الغرسات الثَّلاث السابقة، وتعدُّ عمليةُ زرعها أكثرَ تعقيداً. يتعلَّق حجمُ وشكل الشَّق الجراحي الذي يُجرى لوضع الغرسَة بنوعها، وبالأسلوب الذي يستخدمه الطبيب. كلَّما كانت الغرسةُ أكثر تعقيداً، وكان استخدامها أكثرَ صعوبة، كان تعطُّلها أكثر احتمالاً، كانت عمليةُ زرعها أكثر تعقيداً. يمكن للمريض أن يخرجَ بعد العملية إلى بيته في اليوم نفسه، أو في غضون أيَّام، وذلك بحسب نوع الغرسَة وبحسب عمر المريض وحالته الصحية.

المخاطرُ والمضاعفات

هذه الجراحةُ آمنة، ولكن هناك عدَّة مخاطر ومضاعفات ممكنة رغم أنَّها نادرة. وعلى المريض معرفتها تحسُّباً لحدوثها، لأنَّ معرفتَها تسمح للمريض بمساعدة الطبيب على الكشف المبكِّر عنها إن حدثت. من المخاطر والمضاعفات ما يتعلَّق بالتخدير، ومنها ما يتعلَّق بأيَّة جراحة مهما يكن نوعها. مخاطرُ التخدير العام هي الغثيان، والتقيُّؤ، واحتباس البول، وجرح الشفتين، وتكسُّر الأسنان، وألم البلعوم، والصُّداع. أمَّا المخاطرُ الأكثر أهمِّية فهي النوبات القلبية والسكتات والتهاب الرئة. يناقش طبيبُ التخدير هذه المخاطرَ مع المريض، ويسأله ما إذا كان يتحسَّس من أيِّ نوع من الأدوية. يُمكن أن تحدثَ خَثراتٌ دموية في السَّاقين بسبب انعدام حركة المريض خلال العملية وبعدها. وتظهر هذه الخثراتُ بعدَ أيَّام قليلة من الجراحة، حيث تتورَّم الساقُ وتؤلم المريض. يمكن أن تتحرَّر هذه الخثراتُ، وتنتقل من الساق إلى الرئتين مع الدم، حيث تسبِّب صعوبة في التنفُّس وألماً في الصدر، وقد تسبِّب الموت أيضاً. ومن المهم جداً إخبارُ الطبيب فورَ ظهور أيِّ عرض من هذه الأعراض. وفي بعض الحالات، تظهر صعوبة التنفُّس دون سابق إنذار. إن النهوض من السرير والحركة بعد وقت قصير من الخضوع للجراحة يُقلِّلان من خطر تشكُّل الخثرات في الساقين. المخاطرُ المتعلِّقة بالتخدير الموضعي هي التحسُّس من مادة التخدير المستخدَمة. ويناقش طبيبُ التخدير أو ممرِّضة التخدير هذه المخاطر مع المريض بتفصيل أكثر. هناك مخاطر تتعلَّق بأيِّ نوع من الجراحة، وهي:
  1. العدوى، سواء أكانت عميقة أو على سطح الجلد. وقد تصيب العدوى القضيبَ والغرسة. ومن الممكن أن يحتاج علاج العدوى إلى إعطاء مضادَّات جراثيم لفترة طويلة، وربما يتطلَّب إجراء عملية جديدة لاستئصال الغرسة.
  1. النزفُ خلال العملية أو بعدها.
  1. التَّندُّب على الجلد أو على القضيب.
هناك مخاطر ومضاعفات أخرى تتعلَّق بهذا النوع من الجراحة تحديداً. وهذه نادرة جداً أيضاً، لكنَّها ممكنة. ومن المهم معرفتها. بما أن الغرسَة ميكانيكية، فإنَّها يمكن أن تتعطَّل، وتحتاج إلى استبدال. يمكن أن يتسرَّب السائلُ المستخدم للضخِّ في الغرسة، ممَّا يجعلها عديمةَ الفائدة. في حالات نادرة، يمكن أن تنتأ الغرسة عبر الجلد، فيصبح استئصالها ضرورياً.

الخلاصة

العجزُ الجنسي مشكلةٌ شائعة. وهناك طرقٌ عديدة لمعالجته تختلف باختلاف أسبابه. هناك العلاج بالأدوية، أو الحقن الذاتي، أو العمليات الجراحية. وتساعد معرفةُ الخيارات العلاجية ومخاطرها ومضاعفاتها المريضَ على اتِّخاذ القرار الأفضل.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire